يسأل قارئ، أنا رجل عمرى ٤٥ عاما، وأعانى من وجود انتفاخ فى الناحية اليمنى أسفل البطن يزيد مع المجهود أو الوقوف فترة طويلة لدرجة أنه ينزل فى كيس الخصية مصاحبا بالأم فى البطن ويختفى مساءً عند النوم؟
يجيب عن هذا التساؤل دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة قائلا:
إن ما يعانى منه هذا المريض يسمى بالفتق الاربى وهو عبارة عن قناة صغيرة تصل بين الغشاء المبطَّن لجدار البطن وبين الخصية، ومن المفترض أن هذه القناة تقفل فى الشهر الأخير من الحمل، ولكن إذا ظلت مفتوحة حتى بعد الولادة أو نزول الجنين قبل موعد الولادة وقبل إغلاق هذه القناة، فإن هذه القناة تسمح بمرور جزء من الأمعاء إلى كيس الخصية (الصفن) ومن ثم إلى حدوث الفتق الاربى•
ويعد الفتق الاربى من أشهر وأكثر العلميات شيوعًا فى مجال الجراحة، فهو يشكل نحو 20 فى المائة من جراحات الأطفال، ويعانى منه نحو 4 فى المائة من الرضع والأطفال كاملى النمو، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25 فى المائة عند الأطفال ناقصى النمو أو المبتسرين.
ويصيب الذكور غالبا بنسبة تصل إلى 90 فى المائة ويحدث فى الإناث بنسبة 10 فى المائة، وغالبا ما يحدث الفتق بالجهة اليمنى فى 60 فى المائة من الحالات وبالجهة اليسرى فى 30 فى المائة، أما حدوثه فى الجهتين فيظهر فى 10 فى المائة من الحالات.
وتزداد نسبة حدوثه بالجهتين عند الأطفال ناقصى النمو فقد ثبت فى الدراسات الحديثة أن ابتداء ظهور الفتق الاربى أكثر ما يكون عند المولودين حديثًا وخلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة بنسبة تصل إلى 80 فى المائة.
وهناك عدة أعراض له تتمثل فى حدوث انتفاخ فى المنطقة الإربية فى أسفل البطن وقد يصل إلى كيس الخصية مع مرور الوقت، وقد تسمع الأم أصوات (كركرة) أو (كركبة) عند نزول الأمعاء إلى كيس الفتق، وهناك عدد من المضاعفات كالتهاب الفتق، وعدم ارتجاع الفتق، انسداد الأمعاء داخل الفتق وهو من أهم عوامل انسداد الأمعاء عند الرضع.
أما أهم هذه المضاعفات وأخطرها فهو: اختناق الفتق، بمعنى أن الأمعاء لا تتمكن من العودة إلى مكانها الطبيعى داخل البطن، وبعد فترة قصيرة تنتفخ فيزداد الضغط عليها وسرعان ما يعجز الدم عن الوصول إليها، فيؤدى ذلك إلى إصابة الأمعاء (بالغرغرينا) مع التهاب بريت ونى.
مما يشكل مضاعفات خطيرة قد تُؤدى بحياة الطفل أما عن العلاج فالعملية هنا واجبة وضرورية، وتجرى العملية تحت مخدر كلى أو نصفى بعمل شق جراحى فى المنطقة الإربية، حيث يتم تشريح كيس الفتق بدقة وعناية من الحبل المنوى والأوعية الدموية المصاحبة له والشرايين المغذية للخصية حتى نهايته.
ويتم استئصال كيس الفتق من بدايته بعد رتقه، ويكتفى بهذا فى الأطفال أما فى الكبار فلابد من تقوية جدار البطن بعد استئصال كيس الفتق إما بالأنسجة المحيطة أو بتركيب شبكة جراحية إذا كانت الأنسجة ضعيفة أو كان الفتق مرتجع ثم تتم خياطة الجرح مرة أخرى.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع